للإعتراف بدولة فلسطين.. محللون: احذروا من "أوسلو جديد"

سياسة | 18 فبراير 2024 11:56 م

تعالت الأصوات الدولية الداعية والمطالبة بالإعتراف بدولة فلسطين، بعد أن بلغت جرائم الإحتلال الإسرائيلي مبلغها في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط تحذيرات من الوقوع في نفس فخ نموذج إتفاق أوسلو.

حشد نت:

حذر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، من جر الفلسطينيين إلى ما أسماها مفاوضات فارغة، في ظل الحديث عن الدولة الفلسطينية المستقبلية التي رفضها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وفي وقت سابق، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على مشروع قرار بعدم الاعتراف بدولة فلسطينية أحادية الجانب، وقال نتنياهو إن "إسرائيل ترفض الإملاءات الدولية" المتعلقة بهذا الملف.

وجاء ذلك في سياق رد نتنياهو على ما أعلنته الولايات المتحدة ودول أوروبية من أنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، في خطوة استباقية من شأنها التمهيد لتطبيق حل الدولتين.

وتساءل البرغوثي -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" عن مضمون هذه الدولة المستقبلية، محذرا من نموذج اتفاق أوسلو، حيث قال "الله لا يدخلنا في هذه المصيبة مرة أخرى". ورأى أن أكبر خطايا أوسلو أنه وقّع دون وقف الاستيطان. وأضاف "لن يتم جرنا مرة أخرى لمفاوضات فارغة المضمون ولن تؤدي إلى نتيجة".

وعن رفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بدولة فلسطينية أحادية الجانب، تساءل البرغوثي عن ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستتخذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل وتضغط عليها، أم أن "قصة الدولة الفلسطينية ملهاة لتبرير التطبيع الإسرائيلي مع المحيط العربي؟".

ولم يستغرب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح وخبير الشؤون الإسرائيلية، الدكتور رائد نعيرات، من رفض قيام دولة فلسطينية من قبل حكومة نتنياهو الذي أعلن مرارا رفضه لهذه الدولة، وأكد في كتابه "مكان تحت الشمس" عدم اعترافه بوجود شعب فلسطيني كثقافة وكهوية.

وأشار نعيرات إلى وقوع حالة تزاوج، بين الفكر اليميني والصهيونية، أدى إلى رفض الوجود الفلسطيني، لافتا لوجود تصريحات تقول صراحة إن الحل في تهجير الفلسطينيين أو نفيهم أو قتلهم، وحتى السلطة الوطنية الفلسطينية ورغم ضعفها لا يرضى عنها الإسرائيليون لأنها "تشكل عنوان سيادة للفلسطينيين".

ضغط أميركي

أما المسؤول السابق بالخارجية الأميركية، الدكتور وليام لورانس، فأقر بأن إدارة الرئيس جو بايدن لا تضغط بما يكفي على الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن تصريحات نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية غير مرحب بها لدى بلاده.

وفي ما اعتبر تفاؤلا منه بشأن حدوث تغيّر في الموقف الإسرائيلي، قال الضيف الأميركي إن نتنياهو أعلن عام 2008 أنه يقبل بقيام دولة فلسطينية رغم إعلان رفضها لها في كتابه.

ومع تشديده على ضرورة وقف النار في غزة، رأى لورانس أن مفاوضات قيام دولة فلسطينية يمكن أن تكون على نموذج أوسلو "الذي يمكن إحياؤه" قائلا إنه من حق الفلسطينيين أن يعيشوا بكرامة، وإن إدارة الرئيس يجب أن تضغط من أجل تحقيق ذلك.

وبشأن مقترح وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير الخاص بتقييد دخول فلسطينيي الداخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، أجمع ضيوف البرنامج على أن هذا المقترح -الذي وافق عليه نتنياهو وفق ما ورد بالقناة 13 الإسرائيلية- من شأنه أن يؤدي لتفاقم الأوضاع بالأراض الفلسطينية المحتلة.

وتحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عن السياسة الإسرائيلية تجاه مدينة القدس، حيث تقوم بمحاولات تهويد وتستغل وضع "ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023" من أجل تكثيف محاولاتها تلك.